naji el-hazib

hhhhhh

 

أعمال تشكيلية

مقالات

انطباعات صحفية

معارض شخصية

المستهل

 

 

للتواصل

 

 

 

ausstellungen

eindrücke

werke

kontakt

 

 




هكذا يظلل التشكيلي ناجي الحازب الضوء بنور المقاومة ممتشقاً سلاحها ضد الأحتلال الأنجلوسكسونــي  لوطنه العراق شعرياً


ليس غريباً على الفنان التشكيلي العراقي ناجي الحازب المقيم بين ظهرانينا في المانيا منذ عام 1975 ان يرتسم استراتيجيته لأفتتاح معرضه الخامس والعشرين " السيرة الذاتية لقطي البهي البهي تيَمي او صدى الصمت " في العشرين من تموز 2003 منذ البدء بأباء شديد عرفناه عنده في تعاطياته السياسية وعبره في تحديد مواقفه المتعلقة بهذه التعاطيات وسواها صغيرة أم كبيرة على سليقته بعيداً عن المعتاد وخروجاً على النزعات التجارية. منذ البدء دونما لبس او حتى تورية : " هذا المعرض مهدى للمقاومة في وطني العراق ضد الأحتلال الأنجلوسكسوني " بمجرد دخوله حيث اللوحة الأساسية التي تحمل عنوانه وتتضمن سياقاته في فضاءات تذهب في بعضها البعض وتنقطع عن بعضها البعض لتتواصل بنفسها وكأنها كوناً واحداً أو بحراً واحداً كما هي على حقيقتها بالفعل وهي تستغرقنا لونياً وكأنه يريد ان يلقي بنا في ارجاء احلام واسعة النطاق بعيداً عن صروف الأحداث المأساوية التي أنتجتها الحرب الأنجلوسكسونية ضد العراق ووصل بها الأحتلال الى مواصفات درامية استوعبتها لوحة " الأحتلال : الأدمان على الحرب" على قماش الرسم قطراناً يوشك ان يلصق المساحات ببعضها كرباً أو غضباً حيث تستوعب الحياة نفسها على نحو مخيف وقد جنزرت صعوداً وهبوطاً لايوحي لنا بالخراب فحسب وانما يلقينا فيه لنشعر وكأننا جزءً منه بمنصب الضحية إذا كنا ضده وإذا لم نكن فلابد من ان يراودنا الشعور حياله وكأننا ارتكبنا عمله تواً أوتواطؤنا معه ولم يعد بمقدورنا سوى اعادة النظر بأنفسنا على حقيقتها هذه كما لو انها هي الخراب نفسه وهي كذلك في جميع المقاييس المتحكمة بالعلاقات الأنسانية المنطبقة على البشر أنفسهم أوسائر المخلوقات الربانية حيوانات ونباتات. ان ناجي الحازب بأسلوبه المفعم بالشاعرية لم يعمل على تحريضنا بهذا الأتجاه إعلانياً كما يفعل معظم القنانين الذين يعالجون مواضيعاً سياسية بهذه الدرجة من الخطورة .ولعل التعبير الأكثر صواباً عن ذلك هو كون الموضوع هذا بحد ذاته غالباً مايفضي إلى معالجات تشخيصية وفي كثير من الحالات تصويرية تنقل المشاهد كما رأيناها على شاشات التلفزة بأساليب أقل تأثيراً من فعالية الكاميرا. ويقيناً ان الحازب دون خبرته الشعرية والأصح دون حياته الشعرية المفعمة بغرائب الصور وتنوع الأهتمامات لم يك بوسعه التغلب على تقليد تشكيلي طويل تمكن من الأستئثار بأكثر التجارب التشكيلية حداثةً ودفعها في غياهب علاقات ديماغوجية سطحية تستدر عواطف المتلقي او تستثير اشمئزازه .وعلى هذا النحو يحتفز الحازب المخيلة الى الحد الذي يجعلها تتصادم مع نفسها لتضطر بنهاية المطاف على مغادرة اللوحة الى محيطها الأشمل عبر انثيالات تواصل صروف الأحداث الواقعية بسيرورات تخييلية تترامى بعيدة لتتلاشى فجأةً ثم سرعان ماتعود بنا إلينا لنستعيد نحن بدورنا علاقتنا بأنفسنا كما نحن عليه في الواقع واقفين قدام اللوحة نفسها في خضم واقعة الأحتلال. بذلك نكون قد وقعنا تحت وطأته بشكل مركب كما نعايشه تلفزياً :مدرعات ودبابات وجنود مدججين بأسلحة اوتوماتيكية " تجعلهم من الشجاعة بمكان مذعورين " حسب تعبير الحازب .. مذعورين مما تتربصه المقاومة بهم .وكما نتفحصه في اللوحة نفسها وهو يسد الآفاق بأسفلت غليظ يجنزره الحازب تلويقاً .وبهذه الكيفية يضعه هو في رؤوسنا بالصورة الكفيلة بأثارة اشمئزازنا منه واستهجاننا إياه كشكل من أشكال المقاومة الممكنة لايتوفر المتلقي على غيره في محيط هو ليس بالضرورة مريحاً ولكنه ليس صديقاً للأحتلال ومن المؤكد انه ينشد السلام للعراق بعيداً عن قبضته ومع ذلك يبقى محكوماً بمجمل علاقات المركزية الأوربية بما تحتمله من ضيق أفق وعلياء تمكن الحازب في الحدود المتعلقة بأعماله الغاية في التميز والروعة الأبتكاريين من خرقها شعرياً في قعر دارها ليخرقنا على هذا النحو حيث ترانا نقف مذهولين اعجاباً بها قدامها نتفحصها بأمعان شديد ولم نتركها إلا على مضض ولكننا مانلبث ان نتواصل بها بشكل او آخر في تضاعيف لوحة أخرى ولربما خارجها ونحن ننظر في مكان ما لنريح عيوننا حيث تنزل على ذاكرتنا بتفاصيل لاحصر لها تبدو وكأنها تتحرك بكل الأتجاهات دفعة واحدة بفعل خطوط قصيرة أُسست بعنف على جلدها هنا وهناك تجريحاً سيكون علينا تلقيه على شاكلته وهو يحدد حركات لوحة " بينما يقصفون العالم بالأكاذيب هاهم يعملون بنا تذبيحاً : فلسطين ـ افغانستان – العراق" كما نراها دائرة في نفسها وحولها وبفعلها وسياقها مثل اعاصير ثائرة من كل الأتجاهات .. اعاصير تكتسح المكان زمانياً في اتون حرب طاحنة تسبقها لوحة " ذلك اليوم " وهي تقذف بنفسها نحونا نيراناً من سواد جامح ومدوي يتهاوى في سعيرها أو آيل للتهاوي او ينوي اليه بنفسه متكتلاً وكأنه هو نفسه الشر او شئ من هذا القبيل كما سنتفحصه بعد قليل في لوحة " من جنين إلى كابول عبر بغداد بصورة القاتل نفسه بلحمه ودمه" دون تسميته ليترك لنا تشكيله بالكيفيات التي ترتقي إليها مخيلاتنا حيث هو بالفعل وهو مدجج بالسلاح وحيث يصوب هذا السلاح إلى الناس وحيث يطلق نيرانه عليهم ليرديهم قتلى على هذا النحو كما يحلو له .وإذ يجمعهم الحازب في هذه اللوحة بكتلة تبدو غاية في التوتر يوصلها هو بمساحتها كلها بخيوط تتواصل وتنقطع وأخرى تنتشر مرئية وغير مرئية ليدفعها هو بهذه الواسطة نحو الخارج مشعةً من جنين إلى كابول عبر بغداد ضد القاتل وهو نفسه بالضبط في صورة الأحتلال البشعة المطابقة لنفسه .. ضده مدفوعة بفعل طاقة انفعالية نحسها ونراها بأشكال متنوعة في جميع أعماله بما فيها تلك الأكثر شفافية كلوحة "حين تستحيل الرمادي شفقاً زاهياً" حيث هي في قلب المقاومة على شاكلة الفلوجة حبيبة الحازب التي يعانقها حباً بشخص شقيقتها بغداد في لوحة " تلك الفلوجة حبيبتي ..ولِمَ لاتكون هي بغداد ؟ " وهي ترتقي اليها بالفعل وصولاً إلى العراق كله وهو " يستشيط غضباً " او " يعتلي صهوة الـ آر بي جي فرساً " او يتماثل وافغانستان بـ " أيا قندهار .. أيا قندهار" وهي تتفجر نوراً عارماً بينما تتصاعد منارات جوامعها عالياً وتفيض قبابها زخارفاً وكأنها قادمة من حلم تبدو فيه وكأنها ذاهبة إلى غيره وسيكون علينا رؤية بعض تفاصيله بتقاسيم لاحصر لها يشكلها الأزرق المتنامي عبر قبة تتسع للسماء فيها وحولها في لوحة " حين يزين تيمي غربتي زخرفياً " عبر علاقات شعرية تتحكم لونيا بالحازب كما تتحكم به لغوياً .. علاقات تدفعه إلى أقصى مناطق النخوة دخولاً في لوحة " ماأن وضعت كفي على رقاع الرسم حتى إنقشع الأحتلال " الهدف النبيل هذا الذي تعمل من أجله المقاومة العراقية بتؤدة وجهد بالغين وهو هدف جدير بالمناصرة وإن أمكن المشاركة على النحو الذي يظلل به الحازب النور بنورها جمالياً او بصدى الصمت حسياً.
 

ـــــــ 28 تموز 2003

أ.ب ناقد تشكيلي ألماني مضاد للحرب
 ترجمة : ن.ح